Tuesday 28 August 2012

اسلام الفاروق.. في القرن ال٢١

اسلام الفاروق.. في القرن ال٢١

بعد الانتهاء من الصلاة ، لمحت رجلا أمريكيا في كرسي إعاقة يدفعه صديقه الى مقهى المسجد. ذهبت فوجدته جالسا مع صديقي يحيى العراقي و يحيى هو مثال للإنسانية و العمل التطوعي. فهو يأتي قبل الافطار لكي يتطوع يوميا في خدمة المصلين و غيرهم..

فجلست معهم و بعد السوالف عن السيارات و السفر و الخ... سألناه عن قصة إسلامه فوضع كاس شاي الكرك على الطاولة و كان الكأس يهتز بشدة فيتطاير الكرك منه قليلا و ذلك بسبب مرضه الذي اكتشفنا لاحقا انه مرض من الولادة!
فبدا يروي قصته بلسانٍ قد أثر عليه المرض أيضا فتخرج الحروف متلعثمة... 

"كان ابي مسيحيا كاثوليكياو كان يريد لنا ان نصبح متدينين فأرسلنا الى افضل المدارس الداخلية الكاثوليكية.
تعلمت فيها الكثير.. و القليل!!
 و كنت اعشق القراءة و خصوصا الامور العالمية فمهما كان مرضي صعبا يمنعني من رؤية العالم كنت مصمما على ان ازور العالم و لو بعقلي..

و في احد الصفوف تعلمنا عن الأديان الاخرى و كان المدرس و هو قسيسا يقصص لنا عن الاسلام قائلا:
 "محمدا دعا قومه بترك عبادة الأصنام و ذلك خير ما فعل... لكنه أمرهم بعبادة القمر!!!"
  و كنت و مازلت طليق اللسان, لا أرضى بالخطأ, فرفعت يدي و قلت "سيدي ان كلامك خطا!" 
كنت في الصف السابع  حينها و تلك كانت حالتي دائماً احب النقاش و القراءة."

ضحك و أخذ رشفة مرتجفة من شاي الكرك... و من ثم استطرد...

كنت أعلم القليل عن المسلمين و كنت أعلم أنهم لا يعبدون القمر!! فرددت على المدرس: 

"المسلمون يعبدون الله!! هل قرأت هذا القرآن؟" 
أجابني غاضبا "اصمت أنا المدرس و لن اقرأ هذا الكتاب الشيطاني"
فأجبته " و كيف حكمت على كتابا لم تعرف محتواه..و كيف أسميته شيطانيا و هو يسب الشيطان؟ فلو أن الشيطان كتبه لما سب نفسه" 

فطردني يومها من الصف و كانت هذه بداية قصتي مع البحث عن الحقيقة... فكنت على صراع دائم مع المدرسة, وكان أبي يأبى خروجي منها!!
 فعدت للمنزل و قلت لابي اريد ان اقرأ القران فقال لي ببساطة: "ان رأيتك تقرا هذا الكتاب فلاني أبوك و لا اعرفك و انت مطرود من بيتي" 
فقلت لنفسي لا يحوشك. 

طبعا لم يقل لا يحوشك لكنه أيضا لا يتكلم العربية.. و لذلك لا يحوشك كان اقرب الترجمة للانجليزي اللي كان يقوله. 

و في يوما من الايام و أنا أسوق كرسي الإعاقة الالكتروني في شوارع بوسطن سمعت صوت غريبا من امرأة فذهبت فوجدت بنتا من عمري تقرا كتابا فقلت لها:     ماذا تفعلين 
فقالت:       اقرأ كتاب الله
 فقلت:       هل لك ان اعلميني فاني ممنوع من تعلمه في البيت.
فوافقت و أصبحت أزورهم يوميا في وقت الغداء في مطعم أبوها و نجلس و تعلمني القرآن و الاسلام.. لمدة ٦ اشهر!! 

و في يوم من الأيام... قرر أخي أن يسب المسلمين نع أخي الثاني و صاروا يتشاجرون و يقولون عن الاسلام ما لا يعلمون .. فرددت عليهم قائلا
كلكم خطأ و ما تعرفوت شالطبخة عن الاسلام..!! 
فشرحت لهم الاسلام.. و لكن مرور أبي قطع شرحي..
و قال لي: من أين لك هذا... العلم؟ هل من صديقتك المسلمة!؟؟ من اليوم و صاعدا ممنوع عليكم اللقاء... فاهم؟؟؟
فحزنت حزنا شديدا و لكني أطعت أبي فذهبت لاحقا للبنت معتذرا و قلت لها ما جرى فأعطتني ٣ كتب من خط يدها و كان في هذه الكتب تلخيص ما شرحته لي في خلال ال6 أشهر الماضية...

الالحاد و البوذية: 

مرت السنون,, و في الثانوية: كنت دائما أحب دوائر النقاش و المناقشات. و في احدى الدوائر كنا نناقش وجود الله. فكنا نصرخ عاليا في نقاشا و كنا مستمتعين بذلك جدا!!  
و فجأة دخلت بنت في دائرة نقاشنا صارخت
اً
"كلكم خطأ... الله موجود لكن تعريفكم ل الله هو الخطأ"
سألناها ما التعريف فقالت أنا مشغولة مو وقت أقولكم و ذهبت!

حاولت كثيرا أن "أصيدها" بالمدرسة لكن "ما قدرت". و كانت هذه مشكلتي.
 و مرت السنون...
أعتنقت البوذية Zen  عن طريق جندي أمريكي ياباني علمني كل ما يعرفه عن البوذية و كان هو أصلا كاهنا في لباس البوذا الشهير! 
و علمني الى درجة أنني أصبحت كاهنا بوذيا ألبس الأصفر و الأحمر.. حليق الشعر. متحلي بالأخلاق العالية!

 الى ان جاء ذلك اليوم... كنت واقفا أنتظر الباص و كان المطر يغرقني.. و كنت لا املك المال لركوب الباص اصلا!! و كنت مبللا بشدة و فقلت في نفسى...
"أذا كنت يا ربي موجودا... انصرني و ساعدني, و أرني علامة.. فإن لم ترني! فإنني سوف أكفر بك!"

و انتظرت... و تبللت... و ازداد غضبي! ففجأة جاءت البنت التي في الثانوية! فوقفت بجانبي و ألقت السلام و بدأنا بالحديث تحت المطر.. و مر العديد من الباصات فتعجبت: 
"هل ستركب احدى الباصات؟ كلهم مروا و انت قاعد؟" 
و في البوذية محرم طلب المساعدة من أحد! فرددت: "انني مستمتع بالوقوف في المطر"
ففطنت البنت مشكلتي و أعطتني المال لشراء التذكرة. 

البنت و الاسلام: 

علمتني لاحقا هذه البنت الاسلام. و كنت دائما أناقشها و تقنعني. و كنت أذهب سرا الى المسجد و أتعلم لكي أرجع و أقول لها اشياء عن دينها ..! 
و كنت معجبا بالاسلام!! 
في يوم من الايام.. 
سألتني "ماذا تريد ان تفعل في حياتك؟"
فقلت "أريد السفر بعيدا!! و أن أرى العالم. "
فقالت لي " أنا كذلك. لو أنك من محارمي لذهبت معك. و لن تكون من محارمي لأنني محرما علي الزواج من غير المسلمين"
فرديت عليها " و من قال لك أني لست مسلما؟ أنا اذهب للمسجد أكثر منك. و انني لم أراك الاسبوع الماضي في مسجد كذا و كذا" 
فردت " كيف لك ان تعرف!! حرااااااااااااام أنك تطل على الحريم يا ولد" 
قضحكت على شطانتي و قلت بعيارة "لم أطل .. لكني ما أعرف احد الا انت. فكنت ابحث عنك" 

فقالت لي: هل اعلنت اسلامك؟

فوجب علي أن اعلن اسلامي. فذهبت الى المسجد و اعلنت اسلامي و كان يوما سحريا! لن يعرفه من ولد مسلما!
و بعد ذلك تزوجت البنت التي هي اصلا من اصول باكستانية. 

غيرت أسمي الى الفاروق. بعد قراءة  سيرة عمر. فهو فرق بين الحق و الباطل.. و احب أن اعتقد أنني مررت بما يشابه تجربته. 

وضع كأس الكرك المرتجف على الطاولة. فهو بالفعل فاروقا...فمع أنه معاقا جسديا لكنه فرق بين الحق و الباطل أكثر من الكثير من الصاحين..

Sunday 12 August 2012

المريضة الracist

في احدى أيــام المستشفى...
طلب مني أن اعاون في تركيب Central Line
و رحت مع الدكتور و قد رأيت العملية أكثر من مرة .. و الحمدالله جهزت له كل شيء ..

و أنا واقف أعين و اذا بالمريضة تبقق عيونها علي...
المريضة امريكية من اصل ايطالي او ايرلندي.. المهم المرأة مو عاجبها شكلي و تبحث عن طريقة لقراءة اسمي..
بعدين قرته .. و قالت بالفم المليان محاولة القاء نغزة بس يبيلها كورس عند ربعنا بالنغزات...

Some people need to go back to their countries after they finish training here

و خزتني .. ابتسمت من ورا القناع و أنا اضحك ... ثم قالتلي

Do you understand what I'm saying..?s

فأجبتها باحترام نعم..و اكملت شغلي..

لكن لو تدري أني أصلا أبي ارجع اشتغل بالكويت و كأنه العيد و العيشة في ديرتي جان يمكن قالت  تكفى خذني معك !!! الحمدالله 

Saturday 11 August 2012

The Vegeterenian and I

لمن سأل... لم أكتب في الأيام الماضية لانشغالي الشديد في الأمور الحياتية و العملية...
لكن سأعطيكم بعض من اللمحات على ما حدث في تلك الأيام. 

صديقي النباتي: 

لقيت و الحمدالله صديق الطفولة حسن دشتي و الموسيقار يوسف الابراهيم. و هم اصدقاء كانوا معي من الثانوية .. الأول أثر على حياتي كثيرا... و الثاني شخصية حرة ممتعة النقاش..

حسن دشتي كان الاول في صفنا في الثانوية و صداقتي بدأت معه من الصف الثاني ابتدائي. كان غريبا لي.. فكان يعزف البيانو و مهتم بالدراسة و انيق... أفكار لم أفهمها في ذلك العمر.. لكنني أحببت صحبته لدرجة أنه عندما أصبح صديقا الى صديقي الثالث سعود كاكولي.. أحسست أنني قد أفقد صديقا فقررت أن أحسن من نفسي لكي أبقى في دائرة أصدقائه.

فقررت أن أجتهد بالدراسة.. و ذلك الاجتهاد بقى معي الى يومي هذا. لم تقوى علاقتنا لاحقا, لكن دائما أحببت صحبته. و تنقطع العلاقة بعد الثانوية  الى يومنا هذا لألقاه صدفة في احدى مطاعم بوسطن. فهو الآن يحضر الدكتوراه في التغذية الجينية. الله يوفقك حسن! 

أما الآخر فهو موسيقار الدفعة .. يعزف العود و القيتار و البيانو و و و و و و ... لكنه بعد الثانوية لم يستوعب أن مجاله هو الموسيقى فذهب لدراسة الصيدلة ثم العلوم البحرية ثم ثم ثم ... لجأ الى حبه الأولي في أرقى جامعات العالم في علوم الموسيقى! 

و قد أصبح نباتيا, لأسباب كثيرة .. اهمها المعاملة الحيوانية للحيوانات.. او بالأحرى الوحشية!! فيقول أن الماشية تعذب لكي يصل لحمها لنا... ٍسألته عن ذلك الأمر.. و تعجبت أن المسلمين لم يكونوا هم رواد تلك الحركة. فالرحمة الحيوانية في الاسلام تكاد تكون مختفية في عالمنا. نسمع قصص عن تسمية الماشية و عن عدم بيع الكلاب و قصص من دخل الجنة لعطفه على حيوان و الخ. لكن نشتري تلك اللحوم. 

بعد كل هذا الكلام.. لم أقرر التحويل للنباتيين بعد و ذلك لحاجة في نفسي!! أي اللحم ادمان

Sunday 5 August 2012

صلاة الجمعة و الأفريقي

صلاة الجمعة و الأفريقي

عندما صلينا صلاة الجمعة في مسجد على شارع مالكولم اكس...دخلت المسجد مع أصدقائي.. و انتظرنا الخطيب الخطير ..الذي نسيت اسمه :) 


 فكانت الخطبة عن الحرية.. أو التحرر..


قال إن شهر رمضان شهر الحرية... الشهر الذي تتحرر من أشياء عدة.. 


كان بجانبي صديق من سييريا ليون و هو أفريقي الجثة .. فرأيت براطمه تتعوبس لكلامه ... و قرأت في عينه أنه يقول أي حرية و أنا ممنوع من الاكل و الشرب و الشهوات العظيمة.. و أكاد أقسم أنه كان يقول في قلبه أيضا.. "يا عمي طيــــر!! متى يأذن بس" 


لكن عندما اكمل خطبته .. ارتاحت عينان الأفريقي و ارتخت براطمه لعلمه أن رمضان هو حقا شهر الحرية...
فقال الخطيب... أننا الآن محاصرون بالكثير من الشهوات الخانقة.. التي تدفعنا لعمل المعاصي و التقليل من الطاعات.. و عذرنا الدائم: شيطاني وسوس لي!! و ما أكبر شياطيننا!! 


فقال الله سبحانه أن شيطانك مغلول!! مربوط..!! فحرر نفسك من قيودك.. 
فتستطيع الآن ان تتحرر من تحكم الجوع و العطش بك ليرتخي قلبك للبقية المسلمين...
تستطيع أن تحرر نفسك من كل قيد منعك من السنة
تحرر من الصحبة الطالحة
تحرر من الكسل
تحرر فلقد ولدت حرا!! 



تسللت دمعة الأفريقي* و أردت أن امسحها لكني خفت أن يعتقد الجمع بمسحي دمعة أخي أن اكون شاذا أو ما شابه .. 


و فكرت كم منا مغلل بشهوات خانقة.. فأكبر شهوة تغللني هي الكسل أو النوم... و برمضان سأقضي عليها ... باذن الله.. فشيطاني مغلل!


*الأفريقي قصص لنا مشاعره بعد أن ناقشنا الخطبة ليلا في احدى الكوفي شوبات و قد بالغت ببعض الأمور .. و ذلك لاضافة البهارات!

بوسطن أم الأزهر

بوسطن أم الأزهر

طبعا لمن يرى صوري في الانستاقرام العجيب قد يظن أني ماخذ اليكتفي في بريدة أو الأزهر لكثرة زياراتي لتلك الأماكن الاسلامية...
فسوف أروي لكم اسباب زيارتي لتلك الأماكن... 

أولا...حفاظا للمخ: 

أول كم يوم في بوسطن عندما تكون وحيد و ماكو أحد يسولف معاك بلغتك أو بلغة أخرى فتبدأ بعد المواد بالتجمع في داخل المخ.. و تلك المواد تجعل منك شبه مجنون و تصبح من الناس التي تمشي بالشارع تغني أغاني غريبة لم تعتقد أنك حافظا لكلامتها.. مثل بوس الواوا و الله يزين اللي حضرت و بعض الاناشيد مثل اندلسا عودي لامجادي... و بعض من الأغاني التي من تأليفك الخاص... 
و في هذا الوقت لا تأبه لمن حولك أن يعتقد انك مجنون!! و لذلك بحثت عن تلك الأماكن للحفاظ على مخي!! 

السبب الثاني.. حفظا لديني.. و هو السبب الأهم: 

في بلاد الغرب تجد من المغريات الكثير التي قد تبعدك عن دينك.. و المرء على دين خليله ففطنت أني لأجد خليلا يجب علي أن أبحث في أماكن طيبة .. فذهبت للفطور الجماعي في المساجد و غيره علما أني لست صائما اتباعا لفتوى الشيخ ابن عثيمين. 
لكن الغريب أن المغريات في بلادنا العربية أكثر من هنا.. فهنا أماكن الفساد مخشوشة تقريبا لمن يتمشى في الشوارع العامة .. أما الفساد في دولنا في الشوارع أيضا... و ذلك لمن لم يغضض بصره

السبب الثالث... شخصيتى الاجتماعية الطاغية: 

قال بعض الفلاسفة أن الانسان حيوان اجتماعي.. أنا اعتبر نفسي أكثر من حيوان اجتماعي و ذلك لحبي في سؤال غيري عن حياتهم في تلك البلاد... 


و لن أذكر لكم السبب الرابع الذي يدور حول الطعام اللي ببلاش و مثل ما يقول أمير الشعراء زميلي أحمد الرشيد "أي شيء ببلاش كثر منه"

Thursday 2 August 2012

فطور الجامعة و الصمام الأورطي

بدأت كعادتي مبكرا!! قبل الساعة ال٦ أنا في المستشفى أحتسي القهوة و اكل الكرواسون !! 

مر علي يوشي .. و هو كما ذكرت جراح قلب ياباني.. و من العجيب أن مجتمع أمريكا يكرهون اضافة دكتور أمام اسمهم و الكل ينادي الآخر باسمه الاول 
أحمد
يوشي... ياما ... دان... ماكو بوخالد .. او عفوا دكتور اذا تكرمت يعني لوسمحت ... ناده باسمه ... فلان !!!

دخلت عملية تبديل صمام أورطي لرجل في السبعين!! و طلب مني أن اجهز المريض و وضع Foley Catheter
و تجهيز الوايرات و تطهير المنطقة فقلت لأحد الممرضات أن تساعدني لأني لم أفعل الموضوع من قبل كله بروحي.. فقالت بالأمريكي...
أفا عليك بس ما طلبت شيء... 
و علمتني و ركبت و صرت بارع بعد... 

بعدين طهرت نفسي لدخول العملية و دخلت و سويت معاهم العملية التي طالت ٥ ساعات ... ٣ بدون الدكتور ساري و ٢ معه !! 
اعنتهم في فتح القفص الصدري ... و أمسكت قلب الرجل بيدي ... نابضا!! و غير نابض!! غير نابض أي كان على جهاز الضخ المكانيكي !! 

و بعد تلك العملية ... احسست بالتعب فذهبت للبيت الساعة ٣ و تغديت و نمت نومة كويتية... و ثم ذهبت مع مصطفى الى افطار جامعة Northwestern 
و رئيسهم كويتي اسمه عبدالعزيز الرفاعي... لكنه في الكويت الآن.. 
تعرفت على لبناني و أردني... و اصبحنا أصدقاء ...

الحمدالله 

1/8/2012


أنا ألحين في بوسطن و قبل ذهابي الى المستشفى دعوت الله أن يصلح يومي و يجعل لي من بوسطن أصدقاء يعينوني في غربتي... و ذهبت للمستشفى و وصلت قبل الجراحين لكني تأخرت في الوصول لغرفة العمليات من كبر حجمها ..
ضعت يمكن ربع ساعة أدور عليها!! 
و كل مكان يشبه الآخر... فلا دليل لك و لا دليلة !! 

بدأنا أول عملية مع الجراح الشهير ساهي الأمريكي من أصل فلسطيني و جراح يكثر المدح له في غيابه عن اخلاصه و سرعته في العمل و أسلوب تعامله الجيد مع زملائه... بدأ العملية زملائه فهم يجهزان المريض و يفتحانه الى أن يصلا الى القلب و ثم يتصلان على د. ساهي فيأتي مسرعا و يبدأ مقولته الشهيرة... "Now we are going to move"

يحب الضحك كثيرا أثناء العملية ... و نكته من الطراز الفاخر... سألني مرة هل تريد أن تصبح جراحا للقلب... فأردت أن أقول له نعم لكن لم أرد الكذب فقلت له الجراحة جميلة سيدي ... فضحك و قال لي... جراحة القلب هو التخصص الوحيد الذي تستطيع أن...
و رفع المشرط و من ثم صوبه للقلب و طعن طعنة جراحية ماهرة ثم استطرد
...تطعن قلب رجل و من ثم ُيدفع لك المال على ذلك.... 

بعد العمليات... ذهبت لتناول الغداء مع د. ياما الالماني من أصل أفغاني  و لم يترك لي المجال في ان ادفع مدعيا أني طالب طب و أنه لا يحق لي أن اعزم ... و تبادلنا أطراف الحديث و ذكرت له قصص من تراثنا و جامعتنا و السياسة و الخ ...ثم عدت للعملية الثانية و لكن استبدلني الجراح بطالب طب هارفردي في أخر اسبوع له هنا...

خرجت قبيل المغرب من العمليات الى الكفتيريا لحضور فطور المستشفى الذي يقيمه قسم الدعم الديني للمرضى و الموظفين.. 
و من الطريف أني تعرفت على الدكتور العراقي مصطفى.... الشمري!! و هو طالب طب أنهى الطب في بغداد و جاء لأمريكا لكي يتخصص و بعد أن أنهى امتحان البورد الأمريكي ... قدم على هارفرد لكي يعمل بعض الأبحاث فيها و قبلوه قسم جراحة السمنة!!

فذكر لي أنه لم يسمع عن تلك الجراحات من قبل... فمعظم تدريبه في الاصابات و المتفجرات.. فتذكرت مستشفيات الكويت و كم من الوقت الذي يصرفه أطباءها على علاج السمنة!! 


و تعرفت أيضا على يحيي طالب طب عراقي يدرس في هولندا و هو هنا لعمل الابحاث أيضا!! 
فشرح لنا مصطفى من غير اختصار عن عملية التقديم و امتحانات البورد و الدواهي و الأسرار!! فعلمت يومها أني لم أكن أعرف شيئا رغم قراءتي لهذه الأمور... شكرا مصطفى!!


Wednesday 1 August 2012


اليوم الرابع.. 
اليوم كونت صداقتين .. الأولى مع طالبة طب من رواندا و الثانية مع جراح قلب ألماني مسلم..

بدأ يومي في الاستيقاظ الساعة ٦ صباحا و الذهاب الى المستشفى .. أكلت سندويشا و قهوة
ثم ذهبت الى غرفة التدريب المهني حيث تدربنا على عملية القلب مع الدكتور دان الروسي و رويلا الروانديي... 
بعد ساعتين من تخييط قلب الخنزير انتهى التدريب... 

العمليات.. 
 عرضوا علي أول عملية لكني قلت لهم أريدهم أن يعلمونني كيفية التغسيل بعد رأيت أن الكثير من عملهم يختلف.. فقالوا لي تعلم عن لورا و تعال دش العملية ....
لورا تشتغل مساعدة طبيب و هذا تخصص لا يوجد الا في أمريكا و هي تقريبا طبيب الا شوي

بدأت أول عملية مع يوشي الياباني و هو رجل مرح جدا و يساعده على العملية صديقي (صار صديقي و أقولكم بعدين شلون) الجراح يافا الألماني... و أيضا من طاقم المساعدة طبيب قلب يدير جهاز ضخ الدم الصناعي الذي يستعمل بدلا من القلب أثناء عمل الجراحين على القلب... هو جهاز كبير يقارب حجم الثلاجة .. و جراحتين أوعية دموية لأخذ بعض الأوعية من الرجلين لزراعتهم في القلب...

طالت العملية ما يقارب ال٥ ساعات ... من ال١٠ صباحا الى  بعيد الثانية عصرا!! و أنا واقف على قدمي... أشاهد الأحداث...

التكملة لاحقا

ثالث يوم كان مشكلة... معضلة...


ثالث يوم كان مشكلة... معضلة... 
أولا... استأذنت من فريق العمل مالي و قالولي بالإنجليزي بعد الترجمة "يا معود لحق على السكن بعدين تعال دورها ويانا جراحات!!" فاضطريت ادور على سكن او بالاحرى أحجز سكن!! 

خياري الأول كان عند الأرملة ماري فابيانو تسكن في بيت بوسطني قديم ثلاث أدور و عندها شقة في الدور الأخير أي pent-house- 
للايجار و الأقوى من ذلك كله أن موقعه يبعد ٢٣٤ خطوة و قفزتين ..
القفزة الأولى فوق بركة ماء من المطر و الثانية من الفرحة لما تشوف أن المستشفى حيل قريب!!!

لكن.. و كل قصة لها لكن... 

اتفاقي مع ماري أن أتصل عليها صباح اليوم و اسوي Check in
لكن انا قلت ليش بعد أدق!! أروح سيدا و أمرها... فلما وصلت اتصلت و الا مو موجودة...
و فبدأت الأفكار تهاجمني من كل جهة... و أصبح خيالي يسبقني و لا أستطيع لجامه
 ... تذكرت أنها عجوز شمطاء.. قدم في الحياة و قدم في القبر...
تذكرت أني رأيت  بالطريق الى بيتها اسعافا ...
 تخيلت نفسي ذاهبا الى الخيار الثاني الذي يبعد ما يقارب المليون خطوة و دمعة ... 

بعدين قلت ... تفائل يمكن تذكرك بالوصية!! و تركت الامر لله و قلت أنطر ليه الساعة ٤ العصر و تركت رسالة بخط يدي على باب بيتها...

اتصال المحامي...
و فجأة اتصل محامي الست ماري .. و قالي تعال البيت بكلمك...
قلت صارت..
 وحدة من اثنين ..
يا اني ورثت أو أني مشتبه في سبب وفاتها!! 

وصلت و اذا به ولدها هو المحامي و تناقشنا أمور السكن و سكنت و كل شي صار أوكي... 
رحت للغرفة و حطيت شغلي
 و من الفرح قمت أناقز على السرير
 لا مباهيا بالخشب العريق الذي يحمل البيت... 

نمت مبكرا قرير العين لوجود سكن دائم بحمد الله قريب من المستشفى و كل شيء تمام!!