سلسلة مكة -1-
سأبدأ قصتي من النصف بدلا من
البداية... فتخيلوني في سقف الحرم أقرأ القرآن قبل صلاة العصر و بجانبي رجل
بدشداشة مستلقيا تحت ظلٍ كنا نستظل به و ينام بلا شخير على عكس من حوله ..
أذن الآذان فاستيقظ و ألقى السلام
علي فرددت مبتسما- لأكسب صدقة فما أتيت الحرم إلا باحثا عن الأجر - و لكنه كان يفوقني
بتجميع الأجر و الابتسام و نشر المودة بين المسلمين في المسجد..و الدليل في القصة
فقال لي من أين أنت؟
رددت: من الكويت
فرد علي ببيت شعر يمدح الكويت أتذكر
منه أنه من حب الكويت ما اكتفيت وكذا .
سألته و أنت يا أخي من أين؟
رد علي من اليمن و بطبعه قال
أشعار عن اليمن فأحسست أني جالسا فيها أسمع حركة سوقها و الفن
العدني.. حتى أيقظني من حلمي قاصصا لي قصص بدايتها عن الجاهلية ثم الصحابة و
السيرة النبوية العطرة
و بعد ذلك قال لي: هل قبلت الحجر الأسود؟
- هو عندي لمن استطاع اليه سبيلا.. يعني أنت شايف الزحمة و المسلمين ما يخلون أحد!
- أتأتي معي إن وعدتك بأنك ستقبله
بأقل من نصف ساعة؟ لا لا مو نصف ساعة 10دقايق؟؟
- والله 10 دقايق حلوة بس شلون يا أخي اليماني؟
فتذكرت حينها قصة سيدنا سليمان مع الجن
الذي طلب منهم إحضار عرش بلقيس فقال الأول أنه سيأتي بالعرش قبل أن يقوم من كرسيه
و الآخر و هو ذو علم قال قبل أن يرتد إليك طرف عينك .. قلت يمكن هذا منهم؟
فبعد الصلاة ذهبنا مسرعين الى
الكعبة و بحمد الله قبلت الحجر ب10 دقايق.
ففي الطريق ساعد اليماني رجلا من كشمير و رجلا من تركيا يقبلان أيضا..
و في الطريق رسم الابتسامة على عجوز أرهقها التعب..
و في الطريق كان يذكر الناس بالطواف بالأدعية قائلا : اللهم أتنا في الدنيا حسنة.. الى آخر الدعاء.
فكم منا رآى بالمسجد الحرام المشايخ تنصح زاجرة المصلين .. أو تصرخ على الأخوات قبل الصلاة... فقلبي يعذرهم تارة لجهل الناس باللغة لكن أغلب الوقت فإني أمقت تلك التصرفات...
ووددت لو ان اليماني يوما كان ساعد بادارة الحرم ... فوالله لأصبح الحرم سعيدا بتعامل أهل اليمن السعيد
و لن أذكر لكم كيف قبلناه هنا لكني سأترك لكم الحرية أن تسألوني
لاحقا و سأعلمكم .. لكن السر... ليس في ارتداد الطرف أو بقوم سبأ.
و لم تنتهي قصة اليمني هنا.. و
لكن تطورت علاقتنا الى ما بعد صلاة المغرب و سأكتب عنها في بوست أخر
No comments:
Post a Comment