Saturday 28 April 2012

رحلتي مع البولنديين

في كلية الطب,,, عندنا برنامج تبادل طلابي,, 
يأتونا طلبة من كل أنحـــاء العـالم.. 
في يوم من الأيام, كنت راد من غداء عند عيال عمي و مريت الكلية أخذ أوراق و غيره ,,, 
و لقيــت طلبة أجانب قاعدين باللوبي و يسولفون مع واحد من الربع و مريت سلمت عليهم 
شقر... حمر... كل واحد من طقة براد بت و صاعد .... اشتكولي أنهم ما شافوا الكويت و صارلهم أكثر من ٣ أسابيع هني و لم يذهبوا لأي مكان!! 
فاشتعل عندي الكرم الحائلي الكويتي الشمري الوطني الطبي الخ و قلت لهم تعالوا معاي 
و ركبتهم معاي السيارة 
كانوا ستة 
و سيارتي برادو... و لذلك ٢ ركبوا الدبة ... متربعين! 

و انطلقنا لطريق كبد.. الى الجواخير!! 
تخيلوا الموقف: 
برادو يحمل كويتي سائق بدشداشة و قحفية عليها عقال.. و الغترة على الكتف!!
معاه ٦ شقر شباب في شورتاتهم و الحفر و غيره من ملابس الغرب 
متجهين الى الجواخير...
موقف مثير للشبهة لكن الغريب هم من كانوا معي على الطريق!! 
فمروا علي الكثير..
١.  مروا علي شباب في وانيت و لما لمحوا ما لدي من ركاب بدأوا يصفقون و يحييوني
لم أفهم لماذا و قلت للبولندين أن الشباب يرحبون بكم في الكويت
٢. مر على مطوع و لما لمح ما لدي ... عبس و هز رأسه و رأيت شفايفهم تمتم استغفارات و سب لي .. عرفت من تلك اللحظة أنه من الممكن أن يكون كفرني !! 

وصلنا الجاخور.. فأشعلت النار و ذبحنا خروف little sheep و بدأنا بطبخه .. ثم ركبوا ما لدينا من الخيل و ثم ذهبنا لنتسامر و نتبادل أطراف الحديث لأن الليل قد حان و انتشر الظلام في أنحاء الجاخور 
كان في الجاخور بعض من أصدقائي الذي يغلب عليهم عادات الصحراء الجميلة من حفظهم للشعر النبطي و الفنون الصحراوية
فبدأنا بسرد للبولنديين قصص من الصحراء و الأدلة الشعريه علما أن القصة الصحراوية من غير قصيدة تعتبر غير متفق عليها و اشبه ما تكون إلى الخرافة!! 
و صار كل بدوي يلقي لهم شعرا نبطيا... مرة مع غناء بدوي و مرة من غيره .. مواضيع الشعر كانت حروب و كرم و فضائل البدو و علوم "رجال" الخ 
إلى أن قال أحدهم أنه صار وقتنا لكي ندلو دلوا و نشارك في هذا السمر!! 
و لدينا أغنية نقولها !!! 
فصاروا يغنوون أغاني "علوم رجال" بولندا!! و كانت أغانيهم تتحدث عن النســاء و المشروب و الرقص... ثم الحرب و النســاء ... ثم الدراسة و النســاء !! 
فتغير الجو العام كليا.. و ظهر جانب جديد للبداوة لم أكن أعرفه!! 
أصبح رواد الجاخور يصرون على أن يردوا بأشعار مماثلة لعلوم رجال بولندا ... تتكلم عن مواضيع مشابهة .. و اكتشفت أن الثقافة الصحراوية بجلافتها و خشونتها و علوم رجالها ... لا تخلو أبدا من علوم رجال بولندا!! 

كانت ليلة لا تنسي ... و قبل العودة ... أعطى أحد اصدقائي شماغ و قحفية و عقال و دشداشة ..أي زي كامل لأحد البولنديين قائلا .. أنهم بدو من الآن لأنهم تعلموا علوم المراجل 


1 comment: